AhMeD مالك ومؤسس موقع عرب سوفت
عدد المساهمات : 986 نقاط النشاط : 2389
| موضوع: النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى للتميز الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 1:39 pm | |
| لم يفتر النبي عليه الصلاة والسلام عن دعوة أمته إلى ميادين التقدم والنهوض, ولم ترك أصلاً من أصول الخير إلا ودعا إليه, ولا أصلاً من أصول الشر إلا وحذّر منه، ونجد في ثنايا كلام النبوة دعوة قوية إلى قيم الخير من الحب والعطاء، والأخذ بأسباب القوة، والتحذير من علل الكسل والعجز, قال صلى الله عليه وسلم: " اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفّه الله , ومن يستغن يغنه الله " رواه البخاري يدعو الحديث المسلمين الى: 1- الإقبال على العمل والجدّ؛ ليكونوا من أصحاب اليد العليا التي تكفي نفسها، وتنفق على غيرها ممن أوجب الشرع على الإنسان القادر إعالتهم والإنفاق عليهم، وقد جاء في حديثٍ آخر: " ما أكل احدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " رواه البخاري . فالذي يعمل إنما يقتدي بالأنبياء والصالحين، الذين عندما ننظر في سيرتهم نجد أنّهم كانوا يعملون بأيديهم؛ ليقتدي بهم الناس فداود عليه السلام كان يعمل في مجال الحديد، وقد اخبرنا القرآن عن صناعته فقال سبحانه وتعالى " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم شاكرون ( الأنبياء :80) والنبي صلى الله عليه وسلم رعى الغنم وعمل في التجارة، وكل هذه شواهد؛ ليقبل الناس على العمل ويبتعدوا عن العجز والكسل. 2- يدعو المسلمين إلى الاستعفاف عن المسألة والبحث عن أسباب الغنى عن الناس، ولذا امتدح الله عز وجل الذين لا يسألون الناس وإنما يعتمدون على أنفسهم فقال تعالى" للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً " ( البقرة : 273) 3- الأيدي أنواع فهناك اليد العليا التي تعطي فهي تعمل وتجد، تعف نفسها وتقوم على نفقة الأهل والزوجة، وتتصدق على المحتاجين، وبعد ذلك تأتي اليد العفيفة التي لا تمتد للسؤال، إنما تفكّر قبل مدّ اليد بتشغيل العقل والبحث عن مصادر الرزق المشروعة, بعد ذلك لا بد من الحذر من الأيدي الشحيحة التي تمنع حق الفقراء، وأيضا الحذر من الأيدي التي تسأل بلا حاجة، وإنما تتخذ من إظهار الفاقة مهنةً لكسب المال وهذا يعرف بالظاهرة المذمومة شرعا وعرفاً وهي ظاهرة التسول فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأى مجموعة من الناس قعدوا عن العمل فسأل عنهم فقيل له هؤلاء المتوكلون قال هؤلاء المتواكلون، إنما المتوكل الذين بذر الحب في الأرض ثم يتوكل على ربه، ثم قال لهم ارفعوا رؤوسكم واكتسبوا لأنفسكم " ( كتاب الكسب لمحمد بن الحسن الشيباني ص 41) ويروى ان أحد العلماء رأى احد تلاميذه قاعداً عن العمل فسأله عن السبب فأجاب أنه رأى بومة عمياء يأتيها برزقها صقر، فقال التلميذ إذا سخّر الله الصقر ليحضر الرزق للبومة العمياء أفلا أتوكل على الله فقال له العالم : يا بني كن صقراً ولا تكن بومةً. | |
|